السبت، 26 نوفمبر 2016

الغفران يصنع المعجزات

 الغفران صفة سماوية تدعو لها جميع الأديان والمعتقدات. وتقدم لنا الكثير من الدروس والعبر، وتتحدث لنا الكثير من الدراسات عن أهمية ممارسة الغفران في حياتنا ومدى تعلقها بالرحمة الإلهية. وسنتطرق في سياق حديثنا إلى أهمية الغفران وكيفية ممارسته في علم الطاقة.
في إحدى الدورات التي تشرفت بحضورها في مركز البحرين للريكي والتي أعدها ماستر علم الطاقة والعلاقات وليد هاشم، عرف لنا الغفران والمعروف في علم الطاقة (Ho"oponopono) أي تصحيح الصحيح جعل الصحيح أكثر صحة (وهو: بوابة القلب وهو جسرنا من الظلمات إلى النور ومن الخوف إلى الحب في العلاقات سواء كان في علاقات الحب، الأصدقاء، ويرتبط أيضاً بعلاقتنا بالعمل والدراسة وحتى مع أنفسنا وغيرها من العلاقات.
لا يعني الغفران قبولنا بما حدث لنا في علاقتنا مع الناس أو العمل أو غيره من ظلم وألم وكل ما يؤذي القلب بل التحرر ممّا حدث، التحرر بالتخلص من الطاقة السلبية التي تكدست في أرواحنا وطغت ببقع سوداء تعمي أعيننا عن النور الأبيض.
وسأذكر لاحقاً طريقة التخلص من تلك الطاقة المؤلمة. مؤسف أنه تم إيذاؤنا يوماً لكن من المؤسف حقاً هو إيذاؤنا لأنفسنا كل يوم بتذكر الشريط المؤلم. الغفران رحمة إلهية وقوة تعيدنا لمحبة الذات وتحررنا من الماضي بشكل كلي وتام، سأذكر لكم بعض التمارين في تقنية الغفران، التمرين الأول في تقنية الغفران: "نقوم بالكتابة على ورقة بيضاء الجملة الآتية باستخدام جميع ألوان الشاكرات وأعني بذلك "البنفسجي، الكحلي، الأزرق، السماوي، الأخضر، الأصفر، البرتقالي، والأحمر: (باسم الغفور أنوي الغفران، أبدأ بنفسي، أغفر لنفسي، أقبل نفسي، أحب نفسي، الغفران يفتح باب قلبي الآن، أنا سعيد (نؤكد الجملة بصوت مسموع أمام مرآة).
الكثير منا يخشى الغفران لأنهم يعتبرونه ضعفاً أو إهانة للنفس كما كنت أعتقد أنا سابقاً، رغم أنه أحد أسماء الله الحسنى. إن الغفران يعيدنا للحب وهو من أكبر الطاقات في الحياة قد لا يعيد لنا العلاقات ولكنه يعيد لنا راحة البال لأنه يحرر عقلنا من الذكريات المؤلمة التي مارسنا من أجلها الغفران ولا نعيد جذبها بهذا الألم في المستقبل بحسب قانون الجذب في علم الطاقة ولأن أفعالنا ناتجة عن أفكارنا لذلك يجب أن نمارس الغفران من أجل التحرر من تلك الأفكار من أجلنا نحن.
التمرين الثاني وهو أيضاً أحد التمارين في تقنية الغفران التي مارسها معنا ماستر وليد هاشم والتي تقول: أسامح نفسي وأحرر نفسي باتجاه الله، أسامحك يا "فلان أو فلانة " وأحررك باتجاه الله. يقول ماستر وليد وبحسب تجاربي أيضاً أن هذا التمرين يبين أن علاقتنا الأساسية هنا هي بين المخلوق والخالق وليست بين المخلوق والمخلوق، لذا نحرر أنفسنا وأحبتنا وعلاقتنا جميعها في الحياة باتجاه الله لنتذكر أن لا سلطه لنا على أحد مهما أخطأ في حقنا أو في حق نفسه لكون السلطة لله وحده ولنكرر هذا يومياً.
حكى لنا الماستر إحدى القصص التي حدثت في هاواي والتي تم إصلاحها بتقنية الغفران وتدور أحداثها مع الدكتور هيولون (دكتور في علم النفس وعلم الطاقة) استخدم تقنية الغفران مع دار المختلين عقلياً والذين أصبح اختلالهم العقلي خطراً على المجتمع، والدار هي مستشفى للأمراض العقلية في هاواي عرف هذا المستشفى أنه ممتد بكثير من الطاقة السلبية لدرجة أن من يعمل في المستشفى يقدم استقالته في نفس اليوم الذي عمل فيه (بحسب قانون الجذب وعلم الطاقة) ولدرجة أن طلاء الحائط للمستشفى لا يطول بقاؤه على الحائط لكثر الطاقة السلبية وأثرها وأطلق على المستشفى "جحيم هاواي" لكثره الألم الذي يشعر به الناس داخل هذا المستشفى.
شرط الدكتور هيولون على المستشفى طريقة علاج معينة للمرضى بأن يستخدم علم الطاقة في علاجهم وطلب من الأطباء رؤية ملفات المرضى فقط من دون رؤيتهم ومعاينتهم لعلاجهم، وضع ملفات المرضى أمامه واحداً تلو الآخر ركز على مسئوليته اتجاههم ومارس تقنية الغفران بحسب ما يشعر به المريض والتي تنص على بعض الكلمات وهي: (أنا آسف أرجوك سامحني أنا أحبك أنا أشكرك) هذا ما كان يفعله طيلة فترة العلاج دون رؤية أحد من المرضى، وخلال ستة أشهر طلاء الحائط أصبح يثبت على الحائط عند طلائه... أصبح من يعمل في المستشفى يمارس العمل فيه وخلال ست سنوات، شفي جميع المرضى في المستشفى ما عدا اثنين تم تحويلهم إلى مستشفى آخر وتم إغلاق جحيم هاواي.
يجب أن ندرك أننا مسئولون عما يحدث لنا ولو بنسبة بسيطة ومعالجة الأمر بهذه التقنية، ولكن يجب أن نغير ما في قلوبنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، الكثير منا يريد أن يغير كثيراً من حياته سواء كان في الأشخاص أو العمل أو غيره، ولكن يجب أن يبدأ بنفسه أولاً.
وبعد ذلك ما رأيكم أن نغير ما نريد تغييره في حياتنا تابعوا معي بهذا التمرين الذي يحقق المعجزات (نبدأ بنفس عميق ثلاث مرات، أولاً التأكيد الإيجابي بنفس عميق ونردد يا الله أرجوك سامحني أنا أحبك شكراً، ثم نتوجه ونفكر بالشخص أو أي شيء في حياتنا سبب لنا الضيق والألم أو أي طاقه سلبية وحتى مع أنفسنا، ونوجه له تأكيدات إيجابية بالغفران وبنفس عميق ثم نكرر (أنا أرغب بأن أسامحك، أنا آسف أرجوك سامحني أنا أحبك شكراً) ثم نقوم بتأمل بسيط يعلمنا كيفية عمل تقنية الغفران نفس عميق ثلاث مرات، نجلس في وضعية تأمل في مكان هادئ مرتدين ملابس مريحة. نسترخي كلياً ونحرر عضلات الجسد والعقل، نأخذ انتباهنا إلى (شاكرا القلب في منتصف الصدر) ونتخيلها تمتلئ بنور وردي مذهّب يملأ هذا النور جسدنا. نتخيل الشخص الذي نود له الغفران له حتى لو أنفسنا أو أي شيء في حياتنا ونتخيل هذا النور الوردي المذهب يذهب إلى شاكرا قلبه ليملأ جسده ونكرر في قلوبنا (أنا آسف أرجوك سامحني أنا أحبك شكراً) نواصل ترديد عبارات الهوبونوبونو حتى تشعر بالطاقة تخف وتتناغم من منطقة القلب.
أنا شخصياً مارست هذه التقنية الرائعة إلى أحد الأشخاص وأرسل لي رسائل اعتذار ومارستها أيضاً إلى أحد المقررات في الجامعة ونجحت أيضاً بتخطي ذلك المقرر ودخلت الامتحان براحة تامة ونجح التمرين، مارستها أيضاً إلى مشروع التخرج في الجامعة وكانت النتائج أفضل مما تصورت بأفضل أداء وتقديم... والكثير من حياتي اليومية.
وأختم حديثي لكم بأن الغفران ليس خطوة نقوم بها مرة واحدة إنما علينا أن نجعلها أسلوب حياتنا اليومي حتى تتطهر أرواحنا وتنور قلوبنا بالحب والأمل.
زينب محمد إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق